د. أحمد بن عثمان التويجري – المجتمع الكويتية
ﻓﻲ الوقت الذي ﺗﮭب ﻓيه اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺳﺗﻧﻛرة وﺷﺎﺟﺑﺔ ﺟراﺋم اﻟﺣرب وﺟراﺋم اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛﺑﮭﺎ اﻟﻔﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ ﻏزة ﻋﻠﻰ وجه اﻟﺧﺻوص، وﻓﻲ اﻟوﻗت الذي ﯾﺗﺳﺎﺑﻖ ﻓيه أﺣرار وﺷرﻓﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﻛل اﻟﻣﻠل واﻟﻧﺣل واﻷﻋراق ﻟﺗﻌرﯾﺔ وﻓﺿﺢ اﻟﻧﺎزﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ، ﺗﺗﻌﺎﻟﻰ وﻟﻸﺳف اﻟﺷدﯾد أﺻوات ﻣﺷﺑوھﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷوﺳﺎط اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧددة بالنضال ﺿد اﻻﺣﺗﻼل، وﻣﺣﻣﻠﺔ ﻗوى اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑﮫ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻣن ﺟراﺋم وﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻣن ﺗﻘﺗﯾل وﺗﻧﻛﯾل ﺑﺎﻷﺑرﯾﺎء وﻣن ﺗﮭﺟﯾر ظﺎﻟم ﻟﻠملاﯾﯾن ﻣن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، وﻟﻛﯾﻼ ﺗﺣﻘﻖ ھذه اﻷﺻوات اﻟﻣﺷﺑوھﺔ ﻣرادھﺎ وﻻ ﯾﻧﺟﺢ اﻟﻣدﻟّﺳون ﻓﻲ ﺗدﻟﯾﺳﮭم واﻟﻣرﺟﻔون ﻓﻲ إرﺟﺎﻓﮭم ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺎﻟﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻً: إن أرض ﻓﻠﺳطﯾن ﻛﻠﮭﺎ أرض ﻋرﺑﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ، وإن اﻏﺗﺻﺎب اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﻋدوان ﺳﺎﻓر ﺗﺟرﻣﮫ اﻟﺷرائع واﻟﻘواﻧﯾن ﻛﻠﮭﺎ، وﻻ ﯾﺣﻖ ﻻ ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﻻ ﻟﻐﯾرھم ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﺷﺑر واﺣد ﻣﻧﮭﺎ، وﻛل ﺗﻧﺎزل ﻋن أي ﺷﺑر ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﺷرع ﺳوى ﺧﯾﺎنة لله ورﺳوﻟﮫ وﻟﻸﻣﺔ ﺑﺄﺳرھﺎ.
ورﺣم ﷲ ﺷﮭﯾد اﻟﻘدس اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل ﺑن عبداﻟﻌزﯾز الذي ﻗﺎل ﻓﻲ أﺣد ﺧطﺎﺑﺎﺗﮫ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟرﯾﺎض ﻣﺎ ﻧﺻﮫ: «إﻧﻧﺎ إذا ﻗﺑﻠﻧﺎ ﺑﻘرارات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﺳﻧﻘﺑل ﺑﺗﻘﺳيم ﻓﻠﺳطﯾن، وھذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘﺑﻠﮫ أو ﻧرﺿﻰ ﺑﮫ، وﻟو أﺟﻣﻊ اﻟﻌرب ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻋﻠﻰ أن ﯾرﺿوا ﺑوﺟود «إﺳرائيل» وﺗﻘﺳﯾم ﻓﻠﺳطﯾن ﻓﻠن ﻧدﺧل ﻣﻌﮭم ﻓﻲ ﻣﺛل ھذا اﻻﺗﻔﺎق، وﻗد ﺳﺑﻖ ﻟﻲ وأن ﻗﻠت: إذا ﻛﺎن اﻟﻌرب ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺧﻠﺻﯾن وﺟﺎدﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﺧﻠّﺻوا وطﻧﮭم اﻟﺳﻠﯾب ﻓﻠﯾطﻠﻘوھﺎ ﺻﯾﺣﺔ واﺣدة وﺳﺗﻛوﻧون أﻧﺗم (اﻟﺷﻌب اﻟﺳﻌودي) أول ﻣن ﯾدﺧل ﻓﻠﺳطﯾن، وﻧﺣن ﻟﺳﻧﺎ ﻣﻣن ﯾدﯾرون اﻟﻣﻌﺎرك ﻣن وراء اﻟﻣﻛﺎﺗب وأﺟﮭزة التليفون، وإﻧﻣﺎ إذا ﺣﺎﻧت ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣرب واﻟﻧﺿﺎل ﻓﺳﺗروﻧﻧﻲ أﻧﺎ ﺑﻧﻔﺳﻲ وإﺧوﺗﻲ وأﺑﻧﺎﺋﻲ أﻣﺎﻣﻛم، وإﻧﻧﻲ أﯾﮭﺎ اﻹﺧوة ﻻ أﻗول ھذا ﻻ رﯾﺎء وﻻ ﺗزﻟﻔﺎً، وإﻧﻣﺎ أﻗوﻟﮫ ﻋن ﻋﻘﯾدة ﺛﺎﺑﺗﺔ، ﻷﻧﻧﺎ إذا ﻟم ﻧداﻓﻊ ﺑدﻣﺎﺋﻧﺎ وﻛﯾﺎﻧﻧﺎ وﻛل ﻣﺎ ﻧﻣﻠك ﻋن ﻗﺿﺎﯾﺎﻧﺎ ﻓﻠن ﻧﻛون أﺻﺣﺎب ﺷﺄن وﻟن ﺗﻘوم ﻠﻧﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ».
ﺛﺎﻧﯾﺎً: إن ﻣﺎ ﻣﺎرﺳﮫ وﻻ ﯾزال ﯾﻣﺎرﺳﮫ اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ ﻣن ﺟور وطﻐﯾﺎن وﺗﻘﺗﯾل وﺗﻧﻛﯾل وﺳﺟن وﺗﻌذﯾب وﻣﺻﺎدرة أو ﺗدﻣﯾر ﻟﻸراﺿﻲ واﻟﻣﺳﺎﻛن واﻟﻣزارع وتهجير ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ﻣن أﺑﻧﺎء ﻓﻠﺳطﯾن ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺧﻣﺳﺔ وﺳﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎً ﻟﯾس ﻟﮫ ﻣﺛﯾل في ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛﻠﮫ، وإن ﻛل ﻣن ﻻ ﯾﺗﻌﺎطف ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﻻﻗﺎه وﯾﻼﻗﯾﮫ ﻣن ﺟور وظلم وطﻐﯾﺎن ﻋﻠﻰ أﯾدي اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ اﻟﻐﺎﺻﺑﯾن وﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎه ﻣن ﺗﺄﯾﯾد ودﻋم ﻗوى اﻟﻛﻔر ﻓﻲ اﻟﻐرب وﺑﺧﺎﺻﺔ أﻣرﯾﻛﺎ ﻟذﻟك اﻟﺟور والظلم والطغيان مشكوك في صحة إيمانه ومجزوم بموت ضميره.
ﺛﺎﻟﺛﺎً: إن ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻻم وﯾﻠوم ﻗوى اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﮫ ﻣن اﻗﺗﺣﺎم ﻟﻠﻘواﻋد واﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﻐزة أن ﯾﺗذﻛر أن اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ذاق اﻟوﯾﻼت ﺗﻠو اﻟوﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ﻋﻘود، وأن اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ ارﺗﻛﺑوا ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻌﻘود أﺷﻧﻊ أﻧواع ﺟراﺋم اﻟﺣرب وﺟراﺋم اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ والجرائم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ دون أن ﯾﺣرك العالم ﺳﺎﻛﻧﺎً، ودون أن ﯾﺣﺎﺳب اﻟﻣﺟرﻣﯾن.
ﻛﻣﺎ أن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺗذﻛر أن اﻷﺷﮭر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﺷﮭدت أﺷﻧﻊ ﻣوﺟﺎت الاقتحامات ﻟﻠﻣﺳﺟد اﻷﻗﺻﻰ وﺳﺎﺣﺎﺗﮫ ﻣن ﻗﺑل ﺧﻧﺎزﯾر اﻟﻣﺳﺗوطﻧﯾن، ﻛﻣﺎ ﺷﮭدت أﻓظﻊ أﻧواع اﻹذﻻل واﻟﺗﻧﻛﯾل ﺑﺎﻟﻣﻘدﺳﯾﯾن ﺑوﺟﮫ ﺧﺎص واﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم، وأﻗذر أﻧﻣﺎط اﻟﺗدﻧﯾس ﻟﻠﻣﻘدﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.
راﺑﻌﺎً: إن ﻣﺎ ارﺗﻛﺑﮫ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻣن ﺟراﺋم ﻋﻠﻰ ﻣدى أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ﻋﻘود ﻟم ﯾﻛن ﻧﺎﺑﻌﺎً ﻣن ﻓراغ، وإﻧﻣﺎ كان وﻣﺎ ﯾزال ﺗطﺑﯾﻘﺎً ﻋﻣﻠﯾﺎً وﺣرﻓﯾﺎً ﻟﻌﻘﯾدة إجرامية ﻓﺎﺳدة ﯾﺟب ﻓﺿﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﮫ، إﻧﮭﺎ ﻋﻘﯾدة ﻧﺎزﯾﺔ ﻣدﻣرة ﻻ ﺗﺳﺗﺛﻧﻲ أﺣداً ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق، وﻟﻛﻲ ﺗﺗﯾﻘﻧوا ﻣن ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺳﺄﻋرض أﻣﺛﻠﺔ دامغة من توراة هؤلاء المجرمين ليتبين الأساس المخزي الذي ينهلون منه جرائمهم ومخازيهم:
جاء في سفر صموئيل الأول ما نصه: «قال صموئيل لشاؤول: فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرّموا كل ما له ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً ومرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً».
وجاء في سفر التثنية: «لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم، ولكن هكذا تفعلون بهم: تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار».
وجاء في كتاب صنعيا ﻣن اﻟﻌﮭد اﻟﻘدﯾم: «ﻧزﻋﺎ أﻧﺗزع اﻟﻛل ﻋن وﺟﮫ اﻷرض ﯾﻘول اﻟرب، أﻧزع اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣﯾوان، أﻧزع طﯾور اﻟﺳﻣﺎء وﺳﻣك اﻟﺑﺣر.. وأﻗطﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن وﺟﮫ اﻷرض ﯾﻘول اﻟرب».
وﺟﺎء ﻓﻲ ﺳﻔر اﻟﺗﺛﻧﯾﺔ: «وأﻣﺎ ﻣدن ھؤﻻء اﻟﺷﻌوب اﻟﺗﻲ ﯾﻌطﯾك الرب إلهك ﻧﺻﯾﺑﺎً ﻓﻼ ﺗﺳﺗﺑﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺳﻣﺔ ﻣﺎ.. ﻓﺿرﺑًﺎ ﺗﺿرب ﺳﻛﺎن ﺗﻠك اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺣد اﻟﺳﯾف وﺗﺣرﻣﮭﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ مع ﺑﮭﺎﺋﻣﮭﺎ ﺑﺣد اﻟﺳﯾف، ﺗﺟﻣﻊ ﻛل أﻣﺗﻌﺗﮭﺎ إﻟﻰ وﺳط ﺳﺎﺣﺗﮭﺎ وﺗﺣرق ﺑﺎﻟﻧﺎر اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻛل أﻣﺗﻌﺗﮭﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠرب إﻟﮭك».
وﻗد ﺗﺟﻠت ھذه اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺧزﯾﺔ ﻓﻲ أﻗوال وﻓﺗﺎوى ﺣﺎﺧﺎﻣﺎت ھذا اﻟﻛﯾﺎن اﻟﻔﺎﺷﻲ اﻟﺑرﺑري، ﻓﮭﺎ ھو اﻟﺣﺎﺧﺎم ﻋوﻓﺎدﯾﺎ ﯾوﺳف، اﻟزﻋﯾم اﻟروﺣﻲ ﻟﺣزب ﺷﺎس ﻟﻠﯾﮭود اﻟﺷرﻗﯾﯾن، أﺣد أﻛﺑر اﻟﺣﺎﺧﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم، ﯾﻘول ﻣﺎ ﻧﺻﮫ: «إن اﻟﻌرب ﯾﺟب أﻻ ﻧرأف ﺑهم، وﻻ ﺑد ﻣن ﻗﺻﻔﮭم ﺑﺎﻟﺻوارﯾﺦ وإﺑﺎدة ھؤﻻء اﻷﺷرار اﻟﻣﻠﻌوﻧﯾن.. وإن اﻟﯾﮭودي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﺗل ﻣﺳﻠﻣﺎً ﻓﻛﺄﻧﻣﺎ ﻗﺗل ﺛﻌﺑﺎﻧﺎً أو دودة، وﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻛر أن ﻛﻼًّ ﻣن اﻟﺛﻌﺑﺎن أو اﻟدودة ﺧطر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺷر، ﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺛل اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟدﯾدان أﻣر طﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﺣدث».
وها هو الحاخام إسحاق غيزنبيرغ الذي كانت فتاواه تحرض بشكل مباشر على قتل الفلسطينيين والفتك بهم، وعلى أساسها نفذ كثير من العمليات الإرهابية ضد إخواننا وأهلنا الفلسطينيين وبتحريض منها أحرقت مجموعات «شارة ثمن» الإرهابية اليهودية (التي معظم أعضائها من طلاب هذا الحاخام الهالك) عدداً كبيراً من المساجد والكنائس في الضفة الغربية ومدن الداخل الفلسطينية، وقد برر ذلك الحاخام تلك الجرائم الإرهابية الشنيعة باعتقاده بأنها مقدمة طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﻼص اﻟﯾﮭودي، وأﻧﮭﺎ اﻟﻣﺧﺎض الذي ﯾﺟب أن ﺗﻣر ﺑﮫ اﻷﻣﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻗﺑل ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺧﻼص (ﻣن ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ «ﻣﯾﻛوررﯾﺷون» (14/ 8/ 2013م).
وأﺧﯾراً ھﺎ ھو ﻛﺗﺎب «ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﻠك» وﯾﺗرﺟم ﻛذﻟك بـ«ﺗوراة اﻟﻣﻠك» الذي أﻟﻔﮫ اﻟﺣاخامان إﺳﺣﺎق ﺷﺎﺑﯾرا، وﯾوﺳﯾف أﻟﯾﺗﺳور، وھو ﻣﺻﻧف ﻓﻘﮭﻲ ﯾﮭودي يضم المنطلقات والقواعد الفكرية والأيديولوجية التي تبرر لليهود وتدعوهم لاستباحة وسفك دماء غير اليهود (الغوييم)، بل تبرر ذبح أطفال غير اليهود الرﺿﻊ ﻛﺈﺟراء وﻗﺎﺋﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﯾﮭود، إﻧﮭﺎ ﻋﻘﺎﺋد ﻧﺎزﯾﺔ وﻓﺎﺷﯾﺔ، ﺑل أﺷﻧﻊ وأﻗﺑﺢ ﻣن اﻟﻧﺎزﯾﺔ واﻟﻔﺎﺷﯾﺔ، وإن ﻣﺣﺎرﺑﺗﮭﺎ واﺟب إنساني على ﻛل ﻣن ﻟﮫ ﺿﻣﯾر ﺣﻲ.
راﺑﻌﺎً: إن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻐراء أوﺟﺑت ﺟﮭﺎد اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إذا اﻏﺗُﺻب وﻟو ﺷﺑر واﺣد ﻣن أرض اﻹﺳﻼم، واﻟﻣذاهب اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﺟﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ھذا.
ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻟﻺﻣﺎم ﺑن ﻗداﻣﺔ اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ: «إذا ﻧزل اﻟﻛﻔﺎر ﺑﺑﻠد ﺗﻌﯾّن على أهله ﻗﺗﺎﻟﮭم ودﻓﻌﮭم» (اﻟﻣﻐﻧﻲ 345/8)، وﺗﺄﻣﻠوا ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ: «ﺗﻌﯾّن».
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﻟﻺﻣﺎم اﻟرﻣﻠﻲ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ: «ﻓﺈن دﺧﻠوا ﺑﻠدة ﻟﻧﺎ وﺻﺎر ﺑﯾﻧﻧﺎ وﺑﯾﻧﮭم دون ﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻘﺻر ﻓﯾﻠزم أھﻠﮭﺎ اﻟدﻓﻊ ﺣﺗﻰ ﻣن ﻻ ﺟﮭﺎد ﻋﻠﯾﮭم، ﻣن ﻓﻘﯾر ووﻟد وﻋﺑد وﻣدﯾن واﻣرأة» (ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج، 58/8).
وﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ: «وﻓرض ﻋﯾن إن ھﺟم اﻟﻌدو ﻋﻠﻰ ﺛﻐر ﻣن ﺛﻐور اﻹﺳﻼم ﻓﯾﺻﯾر ﻓرض ﻋﯾن ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗرب ﻣﻧﮫ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣن وراءھم ﺑﺑﻌد ﻣن اﻟﻌدو ﻓﮭو ﻓرض ﻛﻔﺎﯾﺔ إذا ﻟم يحتج إﻟﯾﮭم، ﻓﺈن اﺣﺗﯾﺞ إليهم بأن ﻋﺟز ﻣن ﻛﺎن ﺑﻘرب اﻟﻌدو ﻋن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻌدو أو ﻟم ﯾﻌﺟزوا ﻋﻧﮭﺎ وﻟﻛﻧﮭم ﺗﻛﺎﺳﻠوا وﻟم ﯾﺟﺎھدوا ﻓﺈﻧﮫ يفترض على ﻣن يليه من فرض علين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه، وثم إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقاً وغرباً على هذا التدريج» (حاشية ابن عابدين 3/238).
وجاء في حاشية الإمام الدسوقي المالكي رحمه الله: «ويتعين الجهاد بفجء العدو» (أي بمفاجأة العدو للمسلمين احتلال أرضهم)، قال الدسوقي: «أي يتوجه الدفع على كل احد وإن كان امرأة أو عبداً أو صبياً، ويخرجون ولو منعهم الولي والزوج ورب الدّين» (حاشية الدسوقي 2/174).
ﺧﺎﻣﺳﺎً: ﻟﻘد ﻧﺻت ﻛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرة واﻟﻣﺣﺗﻠﺔ اﻟﻛﺎﻣل في ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻻﺣﺗﻼل ﺑﻛل اﻟوساﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ، ﺑل إن ﺣﻖ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣﺣﺗل ﻣؤﺻل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟﻌظﯾم (Magna (Carta اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم 1215، وﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻھﺎي، وﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن، وﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف اﻷرﺑﻊ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗرارات ﻛﺛﯾرة أﺻدرﺗﮭﺎ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﻧذ ﻋﺎم 1975م ﻛﻠﮭﺎ ﻧﺻت ﺑﺟﻼء ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ: «ﺷرﻋﯾﺔ ﻛﻔﺎح اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﻘﻼل واﻟﺳﻼﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺳﯾطرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ، وﻣن اﻟﺗﺣﻛم اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﻣﻠك ھذه اﻟﺷﻌوب ﻣن وﺳﺎﺋل, ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻛﻔﺎح اﻟﻣﺳﻠﺢ».
ﺳﺎدﺳﺎً: ﻟﻘد ﻗدﻣت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎً ﺗﻧﺎزﻻت ﺿﺧﻣﺔ لـ«إسرائيل» ﻟم ﺗﻛن ﺗﺣﻠم ﺑﺟزء ﯾﺳﯾر ﻣﻧﮭﺎ، ﻛل ذﻟك ﻣن أﺟل إﺣﻼل اﻟﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ، ﻓﻠم ﯾزد ذﻟك «إﺳراﺋﯾل» إﻻ طﻐﯾﺎﻧﺎً وظﻠﻣﺎً وﻋدواﻧﺎً وﻏطرﺳﺔ، ﻓﻼ ﯾﻛﺎد ﯾﻣر ﯾوم إﻻ وﺗﻣﺎرس ﻓﯾﮫ «إﺳراﺋﯾل» أﺷﻧﻊ أﻧواع اﻟﺗﻧﻛﯾل واﻟﺗﻌدي على اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ، ﺑل إﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﻠم ﻣن ﺗﻌدﯾﺎﺗﮭﺎ ﻻ ﺷﺟر وﻻ ﺣﺟر.
وﻓﻲ اﻷﺷﮭر اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ، أطﻠﻘت اﻟﻌﻧﺎن ﻟﺧﻧﺎزﯾر اﻟﻣﺳﺗوطﻧﯾن ﻟﯾدﻧﺳوا المسجد اﻷﻗﺻﻰ وﺳﺎﺣﺎﺗﮫ وﯾﻧﻛﻠوا ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل واﻟﺷﯾوخ وﯾﺧرﺑوا ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، ﻓﺄي ﻛراﻣﺔ وأي إﺑﺎء ﯾﻘﺑﻼن ﻣﺛل ھذه اﻟذﻟّﺔ وھذا اﻟﮭوان؟! وأي دﯾن أو ﺧﻠﻖ أو ﺣﯾﺎء ﯾﺑرر أي اﻧﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن بوجه عام وﻟﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑوﺟﮫ ﺧﺎص إذا ﻗﺎﻣت ﺑﻣﺎ ﯾوﺟﺑﮫ اﻟﺷرع وﺗﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻣواﺛﯾﻖ الدولية ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ هذه اﻻﻋﺗداءات واﻟﺟراﺋم؟!
ﺳﺎﺑﻌﺎً: ﻟﻘد ﺣﻘﻘت ﻗوى اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌد ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻼت ﻋﻧد ﻛﺛﯾرﯾن، وھزت اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻣن أﺳﺎﺳﮫ، وزﻟزﻟت ﻗوى اﻟطﻐﯾﺎن واﻟﻔجور ﻓﻲ اﻟﻐرب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﺑﻘت ﻟﻧﺻرة اﻟﻐﺎﺻﺑﯾن ﺑﺄﺳﺎطﯾﻠﮭﺎ وأﺳﻠﺣﺗﮭﺎ وأﻣواﻟﮭﺎ ﺧوﻓﺎً ﻋﻠﻰ زوال «إﺳراﺋﯾل» ورﻋﺑﺎً ﻣن ﺗﻔﺷﻲ روح اﻟﺟﮭﺎد ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻌرب والمسلمين، ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ اﻷﻣر ﺑرﺋﯾس أﻣرﯾﻛﺎ أن ﯾﻔﺗري وﯾﻛذب ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﺷﮭﺎد، وﺑوزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺗﮫ أن ﯾﻛﺷف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ ﯾﮭودﯾﺎً ﺻﮭﯾوﻧﯾﺎً ﺧﺎدﻣﺎً لـ«إسرائيل».
وإن ﻣن اﻟﻣﺣزن أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت الذي ﺗﺗﻛﺎﻟب ﻓﯾﮫ ھذه اﻟﻘوى اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺎﺟرة ﻟدﻋم اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ وﻣﺳﺎﻧدته ﻔﻲ إﺣراق ﻏزة وﻣن ﻓﯾﮭﺎ، ﻟم ﻧﺷﮭد ﻣوقفاً واﺣداً ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﺧطورة اﻟوﺿﻊ وﻣﺎ ﯾﻔرﺿه اﻟﺷرع وﺗوﺟﺑﮫ اﻷﺧﻼق ﻟﻧﺻرة إﺧوة اﻟدﯾن واﻟﻌروﺑﺔ واﻟﻣﺻﯾر اﻟﻣﺷﺗرك.
ﺛﺎﻣﻧﺎً: إن ﺣدود «إﺳراﺋﯾل» ﻟم ﺗرﺳم ﺑﻌد، وأطﻣﺎﻋﮭﺎ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻟم ﺗﻌد ﺳراً ﻋﻠﻰ الإطلاق، وﻟﻛل ﻏﺎﻓل أو ﻣﺗﻐﺎﻓل أﻗول ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻوﺗﻲ: إن لـ«إسرائيل» ﺛﻼﺛﺔ أھداف إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ؛ أوﻟﮭﺎ: ﺗدﻣﯾر اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ والإسلامية اﻟﻛﺑرى وﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إلى ﻛﯾﺎﻧﺎت دﯾﻧﯾﺔ وطﺎﺋﻔﯾﺔ وﻋرﻗﯾﺔ، وﻗد ﻗطﻌت ﺷوطﺎً ﻛﺑﯾراً ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل واﻟﻌراق وﺳورﯾة وﻟﺑﻧﺎن واﻟﺳودان واﻟﯾﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﺣﯾﺔ أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ، وﺛﺎﻧﯾﮭﺎ: اﻟﺗوﺳﻊ اﻻﺳﺗﯾطﺎﻧﻲ ﻟﺗﻛون ﺣدودھﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﮭرﯾن ﺷرﻗﺎً وﻏرﺑﺎً وﻣن اﻟﺷﺎم وﻟﺑﻧﺎن ﺷﻣﺎﻻً إﻟﻰ أواﺳط اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟﻧوﺑﺎً، وﺛﺎﻟﺛﮭﺎ ھﯾﻣﻧﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
وإن ﻣن أﻋظم اﻟﻌﺟز وأﻛﺑر اﻟﻌﺎر أﻻ ﯾدرك اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣون ﺧطورة ھذه اﻷطﻣﺎع، وأﻻ ﯾﺗﺻدوا ﻟﮭﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛون دون ﺗردد أو وﺟل، ﻓﺎﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻣﻌرﻛﺔ وﺟود ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت.
ﺗﺎﺳﻌﺎً: إﻧﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻔﺻﻠﯾﺔ ﻛﺑرى ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻧﺟﻠﻲ ﻋﻧﮫ ﻣﺻﯾر أﻣﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ، وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﻲ أﻧﺎﺷد زﻋﻣﺎء اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺄن ﯾﺗﺳﺎﻣوا ﻓوق كل ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﻣن ﺧﻼﻓﺎت، وأن ﯾﺗﺻدوا ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮭم اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛون، وأن ﯾﺗﺧذوا ﻗرارات ﺻﺎرﻣﺔ وﺣﺎزﻣﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻌرﺑدة «اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ» ﻓﻲ ﻏزة وﺟﻣﯾﻊ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ، وﻻ أﻗل من مقاطعة «إﺳراﺋﯾل» وﻛل ﻣن ﯾدﻋﻣﮭﺎ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗﺎﻣﺔ، وﻧﺻرة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻗوى اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل واﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗدرﯾب واﻟﻣواﻗف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ، ﻓﺈن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻻ ﯾرﺣم، واﻷﺟﯾﺎل ﻟن ﺗﻧﺳﻰ.
وﷲ ﻏﺎﻟب ﻋﻠﻰ أﻣره وﻟﻛن أﻛﺛر اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﻌﻠﻣون.