وماذا بعد إراقة كل هذه الدماء؟!!

فريق العمل
فريق العمل سبتمبر 30, 2024
محدث 2024/10/09 at 2:46 صباحًا

د. كمال أصلان – الشرق القطرية

يحار الإنسان، وربما يذهب عقله، ويُشلّ فكره، ويُعقد على لسانه أحيانًا؛ حينما يرى كل هذه الدماء التي تراق، في غزة، ولبنان، والسودان ولا يتحرك، حتى ولو باستنكار لما يحدث، أو بالشجب، أو أو أو!

فهل تعودنا على هذا الأمر؟!

أم لا نستطيع أن نفعل شيئًا؟!

أقول: الأمر جدٌ خطير!

تسألني لماذا؟

أقول: كل الديانات تستنكر إراقة، وسفك الدماء بغير وجه حق، وتعتبره جريمة كبرى، وهذا واضح بشكل كبير في العديد من النصوص الدينية، وإذا تتبعنا بعض من هذه النصوص الواردة في الديانات السماوية (اليهودية، والمسيحية، والإسلام)، سنجد أنهم يدينون العنف، والقتل غير المبرر:

في التوراة (الكتاب المقدس في الديانة اليهودية)؛ هناك العديد من النصوص التي تُحرّم سفك الدماء بغير وجه حق، وتعتبر القتل جريمة عظيمة. ففي الوصية السادسة: في سفر الخروج 20:13، جاء في الوصايا العشر: (لا تقتل)، هذا النص من أشهر الأوامر في التوارة، وهو تحريم واضح، وصريح للقتل، وسفك الدماء.

وفي سفر اللاويين 24:17: (وإذا قتل إنسانٌ إنسانًا فإنه يُقتل)، في هذا النص يشدد على عقوبة القاتل في حال سفك الدماء.

وكذا في سفر العدد 35:33: (لا تدنسوا الأرض التي أنتم فيها، لأن الدم يدنس الأرض، ولا يُكفّر عن الأرض التي سفك فيها الدم إلا بدم سافكه)، هذا النص يظهر خطورة القتل، وسفك الدماء، ويشير إلى أن الأرض تتلوث بدماء القتلى، ولا يمكن تطهيرها إلا بمعاقبة القاتل.

وفي الإنجيل (الكتاب المقدس في الديانة المسيحية)؛ نجد أن العديد من النصوص التي تدين القتل، وسفك الدماء، من ذلك: في إنجيل متى 5:21-22: (قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم)، هذا النص، لا يدين القتل فقط، بل أيضًا الغضب، والعداوة التي قد تؤدي إلى العنف.

وفي الدين الإسلامي الخاتم؛ وردت آيات كثيرة تحذر من قتل النفس البريئة، وأن ذلك يعادل قتل الناس جميعًا، يقول تبارك وتعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة: 32).

وقال، عز وجل: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)،

هذه الآية تتحدث عن عقوبة قتل المؤمن عمدًا، وتصفها بأنها جريمة عظيمة تستوجب غضب الله، والعذاب الأبدي.

وفي الحديث الشريف، قال النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق…)، فقتل النفس بغير حق من بين أكبر الذنوب التي تؤدي إلى الهلاك.

أردت من إيراد هذه النصوص، وغيرها كثير؛ أن نعرف خطورة هذا الأمر على القاتل، ومن يعاونه، وعلى الساكت الذي لا يتحرك ولو بكلمة. وأن الصهاينة، ومن يعاونهم من الساسة الأمريكان، وغيرهم يخالفون ما ورد في الديانات السماوية، لتحقيق مآربهم الخبيثة للهيمنة، والسيطرة على العالم.

شارك هذا المقال