من أفضل الأعمال إلى الله

فريق العمل
فريق العمل يناير 7, 2025
محدث 2025/01/07 at 3:19 صباحًا

د. كمال أصلان – الشرق القطرية

خلق الله الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وجعل الأعمال الصالحة وسيلة لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وتتفاوت هذه الأعمال من حيث فضلها وأثرها على الفرد والمجتمع، ومن حيث رضا الله بها. ومن أفضل الأعمال إلى الله، عز وجل، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية:

– الإيمان بالله تعالى وتوحيده؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) (الكهف: 107)، فالإيمان هو الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال، وهو ما يميز المسلم عن غيره، ويتضمن الإيمان بالله الإيمان بأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأنه المستحق وحده للعبادة دون سواه.

– والصلاة؛ هي عمود الدين وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، والصلاة هي صلة بين العبد وربه، وهي مفتاح للسكينة والطمأنينة، وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.

– وبر الوالدين؛ من أعظم القربات إلى الله، قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الإسراء: 23)، وقد سُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن أحب الأعمال إلى الله فقال: (الصلاة على وقتها)، قيل: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين)، وبر الوالدين يشمل الإحسان إليهما، وخفض الجناح لهما، والدعاء لهما، وخدمتهما في حياتهما، وبعد موتهما.

– والجهاد في سبيل الله؛ هو بذل النفس، والمال لإعلاء كلمة الله، وهو من أعظم الأعمال التي يحبها الله، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة: 111)، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (للجنة أبواب، وإن الجهاد باب من أبواب الجنة)، ويشمل الجهاد الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ونشر الخير، والعدل في الأرض.

– والصدقة؛ من الأعمال التي يحبها الله، ولها أثر عظيم في تطهير النفس وزيادة البركة، قال الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ) (البقرة: 261)، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، وتشمل الصدقة: المال، والطعام، والملابس، وحتى الابتسامة في وجه الآخرين.

– وطلب العلم؛ من أفضل القربات وأحبها إلى الله، لأنه وسيلة لمعرفة الله وعبادته على بصيرة. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)، والعلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، ويجعله مصدر خير للمجتمع، وسببًا لنشر الهداية.

– وحسن الخلق؛ من أعظم الأعمال التي تُقرب العبد من الله، قال، صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)، وحسن الخلق يشمل الصدق، والأمانة، والتواضع، والصبر، والرحمة.

– والصيام؛ من أعظم العبادات التي يحبها الله، قال الله تعالى في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)، والصيام يطهر النفس، ويكسر الشهوات، ويُعلّم الصبر.

– وذكر الله؛ من أفضل الأعمال وأيسرها، قال الله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (البقرة: 152).

وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، والذكر يطمئن القلوب، ويزيد الإيمان، ويُقرب العبد من ربه.

– والإحسان؛ إلى الناس من الأعمال التي يحبها الله، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم)، والإحسان يشمل تقديم المساعدة، وقضاء الحاجات، والتخفيف عن المحتاجين، والإصلاح بين الناس.

– والتوبة؛ من أفضل الأعمال إلى الله، وهي سبب لمغفرة الذنوب، وقبول الأعمال، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة: 222)، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).

إن أفضل الأعمال إلى الله تتنوع بين العبادات الفردية والجماعية، وبين الأقوال والأفعال، وبين العبادات القلبية والجسدية، المهم أن تكون النية خالصة لله، وأن يكون العمل موافقًا لما شرعه الله، فاحرص على اغتنام كل لحظة في حياتك لتقربك من الله، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، ومن زرع خيرًا وجد الثمار، ومن زرع غير ذلك ندم حين لا ينفع الندم.

شارك هذا المقال