عقد مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يوم الخميس، الموافق 31 أكتوبر 2024، طاولةً مستديرة تحت عنوان ” أسر الجاليات في قطر: نحو التماسك والتكامل”، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر السنة الدولية للأسرة الذي ينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة فترة 30 – 31 أكتوبر 2024.
يأتي هذا الحدث في إطار جهود المركز لتعزيز التماسك والتكامل بين أسر الجاليات والمجتمع القطري، ودعم قيم التنوع والاندماج كجزء من أهدافه ورسالته. وأوضح سعادة الدكتور إبراهيم صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أهمية انعقاد هذه الطاولة المستديرة قائلاً: ” يأتي انعقاد هذه الطاولة المستديرة لمناقشة موضوع (أسر الجاليات في قطر.. نحو التماسك والتكامل)، وهي الطاولة المستديرة الثانية عشرة للجاليات التي ينظمها المركز؛ والتي تستهدف المجتمعَ القطري بكلِّ مكوناته، وتركِّز على الجاليات المقيمة في قطر بصورة خاصة؛ وذلك استكمالًا وتأكيدًا لهدفٍ راسخٍ من أهداف المركز، وهو تأسيسُ منصةِ تواصلٍ وتقاربٍ بين مختلف الجاليات المقيمة في دولة قطر، بتنوع أديانهم، وأفكارهم، وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية.”
وفيما يتعلق باختيار موضوع الطاولة المستديرة بينت الدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أن اختيار موضوع “أسر الجاليات” يتوافق مع موضوع المؤتمر، ويأتي استكمالاً لجهود المركز في مناقشة قضايا الأسرة، موضحةً: ” في شهر مايو من هذا العام 2024، خصصنا المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان لمناقشة قضايا الأسرة المعاصرة، تحت شعار: ‘التكامل الأسري – دينٌ وقيمٌ وتربية’، وقدمنا جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان في دورتها الخامسة لدعم الأسر المتضررة.”
بدأت الفعالية بكلمات ترحيبية من سعادة الدكتور النعيمي، مشيداً بأهمية الحوار في تعزيز التماسك بين الثقافات. تلاه فضيلة رئيس الأساقفة الأب مكاريوس ماكريغوس، الذي أكد بدوره على دور التواصل بين الأديان والثقافات في بناء مجتمع أكثر تعاوناً وتفهماً.
ثم قدم رئيس الجلسة الأستاذ الدكتور يوسف الصديقي عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان المتحدثين، مشيراً إلى محاور النقاش التي ستتناول بناء التماسك الداخلي بين أسر المقيمين، وتحقيق التكامل مع المجتمع القطري، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها أسر الجاليات، حيث قال: ” اليوم في طاولتنا المستديرة، سوف يأخذُنا الحوارُ والنقاشُ حول ثلاثة مواضيع مهمة سنبدأها بكيفية بناء التماسك داخليًّا بين أفراد أسر المقيمين، وكيفية تحقيق التكامل بين أسر الجاليات مع مجتمعها القطري باعتبارها أحد مكوناته وتتأثر به وتؤثر فيه، ثم مناقشة أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه أسر الجاليات وسبل التعامل معها.”
وشارك في الجلسة عدد من المتحدثين المميزين، حيث قدم الدكتور كمال أصلان، أستاذ الأخلاق ومهارات التعليم المنتدب بكلية المجتمع في قطر، رؤيته حول كيفية بناء التماسك الداخلي بين أفراد أسر المقيمين، مسلطًا الضوء على دور القيم المشتركة وروابط الأسرة في تحقيق الوحدة بين أفراد الجاليات.
كما سلط الأب شارل مهنا المريمي، المبعوث البطريركي للموارنة في قطر، الضوء على التعاليم الدينية التي تدعو إلى المحبة والألفة، والتماسك الأسري، مؤكداً على قيم التعايش والاندماج، واستشهد بتجارب إيجابية لأسر الجاليات في قطر، وتطرق لمواقف دولة قطر وقوانينها التي تسهم في خلق الاندماج والتكامل بين الجاليات والمواطنين.
وتناولت الأستاذة عواطف سعود الشمري، معلمة الدراسات الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، سبل تحقيق التكامل بين أسر الجاليات والمجتمع القطري، مبرزةً دور التعليم والتوعية الثقافية في بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.
بدورها، تحدثت الأستاذة دلال حسن الملا، اختصاصية اجتماعية أكاديمية ومدربة في الوعي النفسي والتربوي، عن أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجهها أسر الجاليات في قطر، وشاركت بعض الحلول العملية للتعامل معها، مسلطة الضوء على أهمية الدعم النفسي للأسر المقيمة في مواجهة تحديات العيش في بيئة جديدة.
وأضاف السيد عبد اللطيف عبد الله كي سي، مدير عام مدرسة دار السلام الهندية، رؤيته حول دور المؤسسات التعليمية في دعم الاستقرار النفسي والاجتماعي لأسر المقيمين، مؤكداً على أهمية تكامل أدوار المدارس والمجتمع المحلي في توفير بيئة ملائمة لأبناء الجاليات.
جدير بالذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان دأب على عقد الطاولة المستديرة للجاليات بصورةٍ دورية، وفي فتراتٍ زمنيةٍ متقاربة، محققاً جانباً من رؤية المركز وأهدافه التي تركز على تكريس مبدأ التعددية والتنوع الثقافي. ويقول الدكتور النعيمي: “الطاولة المستديرة تعد مناقشة لقضايا الحوار الديني، وهي نشاط من الأنشطة الدورية المعتادة في المركز، تنطلق لمناقشة القضايا الاجتماعية التي تهم الجاليات الموجودة في قطر، وتحقق أهداف حوار الأديان من جوانب عديدة، منها أنها تسهم في ترسيخ ثقافة التعايش السلمي بين كل مَن يعيشون على أرض قطر (مواطنين ومقيمين)، وتحقيق التفاهم والتفاعل الإيجابي بين جميع فئات المجتمع القطري من ذوي الثقافات والانتماءات المختلفة، وأيضًا السعي لدمج مجتمع الجاليات وأسرهم بمختلف انتماءاتهم وثقافاتهم الدينية والعرقية من خلال خلق حوار مجتمعي مثمر، حول مواضيع تخص أوضاع المقيمين.”
اختُتمت الطاولة المستديرة بجلسة تفاعلية للأسئلة والمداخلات، حيث أتيحت الفرصة للحضور للتعبير عن آرائهم وتقديم استفساراتهم حول الموضوعات التي طُرحت، ما أضاف أبعاداً جديدة للنقاش وعزز من روح المشاركة والتفاعل.